Why Language Matters: Encouraging Cultural Exchange Through TII’s Mandarin Chinese Program

في ظل القيود المفروضة على حركة السفر في جميع أنحاء العالم، فإننا نواجه ما تسميه جريدة واشنطن بوست "حقبة جديدة من التباعد العالمي". فقد علَّقت جامعات ومؤسسات أكاديمية في قطر وجميع أنحاء العالم الدراسة في الخارج، والبحوث الميدانية، وبرامج التبادل الطلابي، وهي فرص تقليدية لتعزيز العلاقات الناعمة مع البلدان والثقافات الأخرى. وفي خضم التعليق المطول لهذه المبادرات بين الثقافات، هل هناك طرق جديدة لتشجيع التبادل بين الناس؟

في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، يسير تعزيز كفاءة التعايش بين الثقافات جنبًا إلى جنب مع تحسين المهارات اللغوية، وتهدف الدورات الشاملة لتعلم اللغات والبرامج الأكاديمية المتخصصة التي تطرحها الكلية إلى تعميق المعرفة الثقافية. وقد اشتملت التدابير التي اتخذتها الكلية للتعامل مع آثار الجائحة على ضمان استمرار برامج تعليم اللغات التي يقدمها مركز اللغات التابع لمعهد دراسات الترجمة عبر الإنترنت. ولكن بصرف النظر عن التعلم، لم تمنع إجراءات التباعد الاجتماعي عملية الترابط الاجتماعي، وكان الطلاب في صميم الجهود التي تبذلها الكلية لتوطيد العلاقات مع الجالية الصينية في قطر، من بين الجاليات الأخرى.

وبفضل التبرع بأكثر من 3,000 كتاب من السفارة الصينية في قطر خلال شهر يناير الماضي، تلقى برنامج تعليم لغة الماندرين الصينية الذي يقدمه مركز اللغات في المعهد دفعةً كبيرةً وإضافةً لموارده التعليمية. وتمثل هذه الكتب جانبًا حيويًا من تجربة التعلم الثقافية الشيقة التي يمكن لمعهد دراسات الترجمة تقديمها للطلاب غير القادرين على السفر إلى الخارج لدراسة اللغة. 

أهمية اللغة ودور برنامج تعليم اللغة الصينية (الماندرين) بمعهد دراسات الترجمة في تشجيع التبادل الثقافيوكان برنامج تعليم لغة الماندرين الصينية للكبار قد انطلق في خريف 2014 وللأطفال في خريف 2017، ومنذ ذلك الحين استقطب البرنامج أكثر من 820 طالبًا. وتغطي البرامج الدراسية الشيقة، التي تُقدَّم عبر الإنترنت منذ شهر مارس 2020، مهارات الاستماع والتحدث والتحضير لاختبار إتقان اللغة الصينية، وتدريب المعلمين الصينيين. وفي أثناء تطوير مهارات التواصل الخاصة بهم، سواء للحصول على فرص عمل أو بهدف تعزيز جهود التطور الشخصي، تتاح للطلاب فرصة لاكتساب معرفة دقيقة بمنطقة مهمة في الشؤون الدولية. وتعزز كتب اللغة الصينية بشكل كبير المدى الذي يمكن للمعهد أن يدمج فيه الثقافة في برامجه لتعلم لغة الماندرين الصينية.

وسوف يساهم تبرع السفارة الصينية بالكتب، التي تتضمن كتبًا تعليمية وروائية وكتيبات إرشادية لتدريب المعلمين، في تحقيق فائدة أساسية لدورات تعليم اللغات للأطفال والمراهقين، وكذلك للدورات المخصصة للكبار مثل دورة اللغة الصينية للتواصل وورشة تدريب معلمي اللغة الصينية. وقد جمعت السفارة الكتب من خلال جمعية الصينيين في الخارج والمركز الدولي لتعليم اللغات والتعاون في الصين.

وهذا هو ثالث تبرع بالكتب يتلقاه المركز من السفارة الصينية. فعند التخطيط لإطلاق برنامج اللغة الصينية للأطفال في عام 2017، تبرعت السفارة بعدد 1,500 نسخة من سلسلة الكتب المدرسية الشهيرة "زهونجوين" التي تُستخدم في تعليم اللغة الصينية بالخارج ونشرتها مطبعة جامعة جينان في مدينة غوانزو الصينية. وفي أواخر عام 2018، جمعت السفارة 3,700 كتابًا، وأقامت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية حفلًا للتبرع بالكتب التعليمية في الحرم الجامعي بحضور الدكتورة أمل المالكي، العميدة المؤسِّسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وسعادة لي تشن، السفير الصيني لدى دولة قطر في ذلك الحين.

وقال الدكتور جيان زهاو، منسق اللغة الصينية في معهد دراسات الترجمة: "لا تساعد الكتب الطلاب على تعلم اللغة وإتقانها فحسب، بل تُعرِّف طلابنا أيضًا على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولذلك نحن ممتنون لدعم السفارة الصينية. ويتزايد الطلب على المتحدثين باللغة الصينية حيث ترحب قطر بالمزيد من المستثمرين، ونأمل في استقبالها للمزيد من الزوار والسياح من المنطقة بمجرد استئناف حركة السفر العالمي."

وأضاف: "تعزز هذه القصص والكتب أيضًا نوعًا مختلفًا من التبادل الثقافي، عبر ربط فصولنا الدراسية بالمجتمع والعالم، حيث أن التحدث باللغة الصينية وفهمها أمر أساسي لتقدير تقاليدها وقيمها الثقافية وهويتها الوطنية." 

أهمية اللغة ودور برنامج تعليم اللغة الصينية (الماندرين) بمعهد دراسات الترجمة في تشجيع التبادل الثقافيويعكس هذا التعاون علاقات الصداقة التي توطدت بعد "العام الثقافي قطر- الصين 2016"، عندما تعاون معهد دراسات الترجمة لأول مرة مع السفارة الصينية في الاحتفال بعيد الربيع الصيني. ومنذ ذلك الحين، يُقام احتفال مشترك يشارك فيه الطلاب كل عام. وبسبب الجائحة، نظم المعهد، خلال شهر فبراير الماضي، احتفالاً افتراضيًا فريدًا، بدعم من سعادة زهو جيان، السفير الصيني لدى دولة قطر.

وأصبح الحدث احتفالًا حيويًا متعدد الوسائط يحتفي بالصداقة والتقدير الثقافي المتبادل. وقد اغتنم طلاب المعهد من المستوى المبتدئ والابتدائي والمتوسط الفرصة لإظهار قدراتهم على التحدث بلغة الماندرين عبر تبادل رسائل التهنئة والأمل.

ويوجد حاليًا في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية طالبة زائرة تدرس مقرر "المرأة والعمل والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط"، الذي يُقدَّم من خلال برنامج ماجستير الآداب في دراسات المرأة في المجتمع والتنمية، وهي يونهان وانغ، الطالبة في جامعة زيجيانغ للدراسات الدولية، والمتخصصة في اللغة العربية وآدابها.

تقول يونهان: "أشعر بسعادة كبيرة للعيش والدراسة في قطر لأن الناس هنا ودودين وشغوفين للغاية، وهو ما يجعلني أشعر بأنني أعيش في وطني. وأنا أعتز حقًا بهذه الفرصة التي أتيحت لي للدراسة في جامعة حمد بن خليفة، وهي جامعة راقية ذات تأثير عالمي، فضلاً عن كونها جامعة نابضةً بالحياة ومضيافة عامرة بجميع أنواع الأنشطة. وأنا أستمتع بتبادل الأفكار والخبرات هنا مع طلاب ومحاضرين وباحثين ممتازين من جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن هذا الأمر سيوفر لي تجربة لن أنساها أبدًا."

بدورها، تقول الدكتورة أمل المالكي، العميدة المؤسِّسة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية: "نحن نشجع برامج التبادل الأكاديمي التي تعزز الوعي باللغة العربية والثقافة القطرية ووضعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحيوي. وتقدم العلوم الإنسانية والاجتماعية مساهمة مهمة لمجموعة من المسائل البحثية المعاصرة، وهو ما يجعل من المهم بالنسبة للكلية أن تتفاعل عالميًا حتى عندما يبدو أن الجائحة تحد من فرص تبادل الخبرات الثقافية. وعلاوة على ذلك، تحرص الكلية على تأهيل طلابها للعمل في الاقتصاد العالمي، وهو ما يشمل مساعدتهم على الشعور بالارتياح في التعامل مع الثقافات واللغات الأخرى."

للتعرف على المزيد من المعلومات حول كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، يرجى زيارة chss.hbku.edu.qa، وللمزيد من المعلومات حول دورات تعليم لغة الماندرين الصينية التي يقدمها معهد دراسات الترجمة، يرجى زيارة tii.qa/chi

Top