HBKU’s Translation and Interpreting Institute Acts as a Catalyst for Disability-Inclusive Change in Wider Society

معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة يحفّز التغيير المجتمعي نحو مزيد من الشمول للجميع

تسهم مجموعة واسعة من المشاريع ذات التوجه الاجتماعي التي يقدمها معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة في إرساء دعائم مجتمع أكثر شمولية من خلال جعل المعلومات وأوجه الترفيه والثقافة والتراث ميسّرة للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة.

ويطرح المعهد، التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، برامج للدراسات العليا في الترجمة التحريرية والشفهية، ويسهم في تطوير البحوث والارتقاء بمخرجاتها، ويلبي احتياجات المجتمع من خلال دورات تعليم اللغات الأجنبية وتقديم خدمات الترجمة التحريرية والشفهية عالية الجودة. ومن بين الأهداف الأساسية التي توجِّه أنشطة المعهد التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية.

مقررات دراسية بعناصر تيسيرية

يساهم قسم دراسات الترجمة والترجمة الفورية في معهد دراسات الترجمة في تقديم ثلاثة برامج مبتكرة متعددة التخصصات في الكلية: برنامج ماجستير الآداب في دراسات الترجمة وماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية، الحائزين على شهادة الاعتماد الأكاديمي من كلية الترجمة التحريرية والفورية في جامعة جنيف، بالإضافة إلى برنامج ماجستير الآداب في التواصل بين الثقافات المزمع إطلاقه في فصل الخريف لعام 2022. 

وتدخل عناصر تيسير النفاذ وتلقي المحتوى ضمن العديد من المقررات المتخصصة في برنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية، مثل السترجة، والتعليق الصوتي، والترجمة عبر الحواس بتطبيقاتها المتقدمة. وتزود هذه المقررات الخريجين بالمهارات المتخصصة اللازمة لسد الفجوة التواصلية للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن بينهم الأشخاص الذين يعانون من فقدان حاسة السمع أو البصر أو يواجهون صعوبات تعلم. ويسهم طلابنا في إحداث التغيير المجتمعي عبر تعزيز جهود الإدماج والشمول وتحسين الحياة لجميع أفراد المجتمع باستخدام مهاراتهم العملية والتكنولوجية كمترجمين وباحثين يتمتعون بالوعي الاجتماعي. 

وفي حال اختيارهم لموضوع أطروحة بحثية تتعلق بتيسير النفاذ وتلقي المحتوى، يتسنى لطلاب برنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية الانخراط في مشاريع بحثية ومجتمعية طوال فترة دراستهم بالمعهد وخلال برامجهم التدريبية العملية المصممة لتزويدهم بالخبرات اللازمة تحت إشراف وتوجيه أعضاء هيئة التدريس المتخصصين بالمعهد. ويقود هذه المقررات والمشاريع في مجال السترجة الدكتور عامر العدوان، الأستاذ المشارك في الترجمة السمعية البصرية، وفي مجال الأداء الصوتي الذي يشمل الدبلجة والتعليق الصوتي الدكتور رشيد يحياوي، الأستاذ المشارك في قسم دراسات الترجمة والترجمة الفورية، وفي مجال التواصل متعدد الأنماط لأغراض التعليم والإعلام والسياقات الثقافية والفنون وغيرها الدكتورة جوزيليا نيفيش، الأستاذة والعميدة المشاركة لشؤون التيسير والمشاركة الاجتماعية. 

وحول هذا الموضوع، تقول الدكتورة جوزيليا نيفيش: "تأتي الشمولية في صميم التقدم الاجتماعي، وتتمثل إسهاماتنا في الجهود العملية التي تعزز الخدمات الرامية لتحسين الجوانب التيسيرية في مختلف السياقات. ومن الملامح الرئيسية التي تميز برامج الدراسات العليا التي نقدمها في المعهد الالتزام بإثراء المجتمع من خلال التجارب التعليمية التحويلية. ونحن نبذل قصارى جهدنا لتزويد طلابنا بالدعائم الشخصية والمهنية لكي يكونوا مواطنين عالميين يحرصون على المشاركة الاجتماعية." 

وتجسيدًا للسمة الابتكارية المميزة للبحوث الجارية في المعهد، فقد تناول مشروع حديث لأطروحة ماجستير تطبيقات الترجمة السمعية البصرية وتيسير النفاذ وتلقي المحتوى بوصفها عنصرًا أساسيًا في صناعة الأفلام. فبدلاً من الاكتفاء بإضافة وصف سمعي بعد الانتهاء من الفيلم، ابتكرت الطالبة سوزان العباس فيلمًا قصيرًا بالرسوم المتحركة يعتمد على الوصف السمعي نفسه. وتعزز هذه الفكرة المبتكرة من وضعية الترجمة في صميم عملية الابتكار والإنتاج الفني، وتثير أسئلة عن جدوى النماذج المستخدمة حاليًا.

تعلم اللغات

تمثل الشمولية وتيسير النفاذ وتلقي المحتوى جزءًا من المنظومة القيمية الموجهة لأنشطة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وانعكاسًا لذلك يتواصل مركز اللغات مع مجتمعات مختلفة، لا سيَّما المجتمعات المحرومة، لتقديم دوراته في اللغات لهذه المجتمعات. وقد أعفى المركز من سداد رسوم دوراته، جزئيًا أو كليًا، الطلاب المستفيدين من برنامج خدمات الصحة النفسية، ومن مركز رعاية الأيتام (دريمة)، وكذلك اللاجئين الأفغان والطلاب ذوي التوحد.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور أحمد نزاري، مدير مركز اللغات التابع للمعهد: "تُشكّل هذه المبادرات جزءًا لا يتجزأ من الجهود الرامية لتوفير فرص متكافئة لتلك المجتمعات لتمكينها من تحقيق التقدم التعليمي والثقافي والمعرفي والاجتماعي. وتؤدي دورات اللغات التي نقدمها دورًا في التأكد من قدرة الطلاب الأقل حظًا على الاندماج بشكلٍ أفضل في المجتمع المتنوع لغويًا. وقد أحرز العديد من هؤلاء الطلاب تقدمًا ممتازًا في مساعيهم، وهم الآن جزء من مجتمعنا في مركز اللغات وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية." 

بناء القدرات والخدمات المهنية

يتيح مركز الترجمة والتدريب في معهد دراسات الترجمة فرصًا مبتكرةً تدعم جهود التطوير الشخصي والمهني والمجتمعي. ويسعى المركز، منذ إنشائه، إلى ترسيخ مكانته بوصفه الوجهة الأولى للتدريب والخدمات في مجال الترجمة التحريرية والشفهية بهدف إحداث أثر ملموس في مساعي التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتطوير مهارات القوى العاملة في دولة قطر والمنطقة.

وفي هذا السياق تقول ندى المحميد، مدير مركز الترجمة والتدريب: "تشكّل الإسهامات الاجتماعية جزءًا أساسيًا من عمل المركز بوجه عام، وتمثل مبادرات الشمولية وتيسير النفاذ وتلقي المحتوى، على وجه التحديد، قضيةً أثيرة نعتز بها ونوليها اهتمامًا خاصًا. ويقدم المركز إسهاماته للمجتمع بشكل أساسي عن طريق وحدة الترجمة السمعية البصرية التابعة له وعبر ورش العمل التدريبية."

ويتعاون المركز مع عملائه لتحويل الوسائط المرئية بحيث تصبح ميسّرة بالكامل للأشخاص ضعاف البصر والمكفوفين والصم وضعاف السمع في قطر. ويتحقق ذلك من خلال توظيف أدوات السترجة الإثرائية، والوصف السمعي، والتعليق الصوتي، والترجمة باستخدام لغة الإشارة. وقد عمل المركز في هذا الإطار على مدى سنوات مع العديد من الشركاء والجهات المعنية، منها على سبيل المثال متاحف مشيرب، وجامعة نورثوسترن في قطر، ومعهد الدوحة للأفلام وغيرها من الجهات.

البرنامج التدريبي في التعليق الوصفي السمعي

تضمنت ورش العمل التدريبية التي قدمها مركز الترجمة والتدريب التابع لمعهد دراسات الترجمة ورشة بعنوان "مرافق الضيافة والفعاليات الميسّرة"، وأخرى بعنوان "السترجة في مجال الترجمة السمعية البصرية".

وقدَّم المركز، في شهر نوفمبر من العام الماضي قبل انطلاق منافسات بطولة كأس العرب لكرة القدم، برنامجًا تدريبيًا للتعليق الوصفي السمعي على مباريات كرة القدم لتحسين تجربة الجماهير من ضعاف البصر والمكفوفين في أيام المباريات، وذلك بالشراكة مع مركز المتابعة الميسّرة لمباريات كرة القدم في أوروبا. وانصب التركيز خلال البرنامج على شرح جوانب التعليق الوصفي السمعي، وتأهيل المشاركين للتعليق على المباريات باللغتين العربية والإنجليزية، ووصف الأحداث الجارية على أرض الملعب ونقل المعلومات المرئية المهمة لهذه الفئة من جمهور المتابعين.

وقد اجتذب هذا البرنامج الناجح ما يقرب من 100 متقدّم، وأتيحت للمشاركين الذين اجتازوا التقييمات فرصة تقديم خدمات التعليق الوصفي السمعي خلال المباريات. وقد شهد استاد البيت واستاد المدينة التعليمية التطبيق الناجح لهذه الخدمة وتقديمها باللغة العربية بفضل الشراكة بين مركز الترجمة والتدريب بمعهد دراسات الترجمة ومركز المتابعة الميسّرة لمباريات كرة القدم في أوروبا.

تأثير برامج المعهد والتقدم الاجتماعي

تعزز برامج الشمول والتيسير التي يقدمها معهد دراسات الترجمة من مكانة المعهد بوصفه طرفًا فاعلاً في الجهود والمبادرات المتعلقة بتيسير النفاذ وتلقي المحتوى والشمول على مستوى دولة قطر، وهو ما تؤكده التعليقات الإيجابية التي يبديها المستفيدون من مخرجات هذه البرامج على مر السنين. كما أسهم المعهد في تعزيز القاعدة المعرفية، لا سيَّما في إطار اللغة العربية، وتدريب كوادر مستقبلية من مقدمي الخدمات، ودعم جهود تنمية المجتمع، وتنفيذ أنشطة توعوية، وتغيير أنماط التفكير في السياق المحلي.

وفي تعليق ختامي تقول ندى المحميد: "لقد تشرفنا وسُررنا بمعرفة معدلات الرضا المرتفعة من جماهير مشجعي كرة القدم الذين استفادوا من خدمات التعليق الوصفي السمعي التي قدمناها بشكلٍ مباشرٍ خلال بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021؛ فقد استمتع عشاق كرة القدم من المكفوفين وضعاف البصر بالتجربة جنبًا إلى جنب مع عائلاتهم وأصدقائهم. إن مثل هذه التعليقات الإيجابية هي ما يحفّز فريقنا في المعهد لبذل المزيد من الجهود والقيام بعمل أفضل."

وبعد نجاح تجربة التعليق الوصفي السمعي التي قدمها المتدربون، سيواصل مركز الترجمة والتدريب، بالاشتراك مع مركز المتابعة الميسّرة لمباريات كرة القدم في أوروبا، تقديم البرنامج قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022، وستتوفر المزيد من المعلومات قريبًا عبر الموقع الإلكتروني: https://tii.qa. وتجدر الإشارة إلى أن كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية تقبل حاليًا طلبات التسجيل للالتحاق ببرنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية، بالإضافة إلى برامج الدراسات العليا الأخرى التي تقدمها الكلية، ويمكن للطلاب المهتمين زيارة الموقع الإلكتروني للكلية: chss.hbku.edu.qa

Top